اخر الاخبار

آخر الأخبار

انا والراعي.. كتب: سعد المشهداني بقلمه





ما أحلاه ُوما أجملهُ من لقاء ٍ حين تكون الفطرة ُهي مَنْ تحكم بما يحدثُ خلاله ُ ويدور ُ.
بادرته بعد التحيةِ والمصافحة ِ دون تقبيل ٍ .
هلا تقبلتني جليس ٌوبها تعرفني وعن كثب ٍ مايدور بخلدي أسئلك مستعلم ُ .
قال َ ــــــــــــ
حياك بكل الأحوال ِ خيرُ جليس ٍ تبدو وبك جد ُمرحب ُ .
تفضل أشرب يبدو عطشا أصابك لاتخف من الماء لايضرك في شيء كلنا من ذات النهر نشرب سأحضر لنشرب بعض الشاي معا هل تحب شربه كمثلي حين يرافقه السيجار له عالم أخر اليس كذلك وله أجوائه ُ و ذوقه الماتع ُ .
قلتُ ـــــــــــــ
لاتكلف وتتعب حالك شكرا لك هائل ٌ .
أمن تلك العرب التــــي أطلالها الحي تلكــــم نراهـــا عن بعدٍ أنت .
قالَ ــــــــــــــــــــ
نعم وليس لي فيها من اهــــــل ٍأو عشيرة ٍ وعشير .
قلت ُ ـــــــــــــ
كيف وهـــــل ماتقولهُ أحقا يُعقل ُ .
قال َ ــــــــــــــــــــــ
هي الأمور هكذا حكمت وهكذا كانت النتائجَ فلا أعتراض والصبر أدعى على الدوام وألطف ُ .
أذا أغنام ُ مَنْ تلك وذلك الحلال الذي ترعى باركها الله رددت علية متسائل. ؟
قال ـــــــــــــــــــ
لصاحبها وانما أنا ليس سوى أجير وكلبي برفقتي ولكنه دون أجر ٍ وهو خلفي أينما أمضي يلهث نابـــــح هكذا قالها وهومبتسم ٌوضاحك ُُ .
خيل لي حينها ولم تزل مطبوعة ً في ذاكرتي أن لهذه ِالضحكات الم ٌ شديد ٌ منه تنطلق لتخفي أشياءَ ربما لايحق لي أن أسئل عنها مستعلمًا حينها أكتفيت بالقول الحمد لله على كل حال ٍ ومن غيرهُ أذا في الشدائد ِ ومن ذا الذي يحمد ُ .

قالَ ــــــــــــــــــــ
نحمده ُومن لنا سواهُ نمجد ُوهل إن أعترضنا كنا مغيرين شيئا له الملك ُ وله الأمر من قبل ومن بعد .ُ
قلت ُ ــــــــــــــــــ
مُداركًا بعض الحزن ومااسمك وماهـــــي كنيتك ؟
قال ـــــــــــــــــــــ
وما يعني لك أسمي وبماذا كنيتي إياك تنفع وتفيــــــد ُ .
قلت ـــــــــــــــــــــــ
لكي يسهل علي ّمخاطبتك وهو أقربُ للود اليس كذلك والطف ُ
قال ـــــــــــــــــــــ
أذا قل أيها الراعي نعم الراعي هكذا يمكنك مخاطبتي إن كان لابد هو أسم وهو كذلك كنية .
قلت ــــــــــــــــــ
حسنا أيها الراعي وما في ذلك لاضررَ فقد كان رسولُ الله عليه صلواة ربي وسلامهُ هو الأخر راعيًــــــا وهذا والله لنعم الشرف ُ الرفيـــــــع ُ .
بأدب ٍشديد ٍ صل الله عليه وسلم قال مرددًا بلى أنه والله شرف عظيم ٌ أذ نحن ُ اليه ننتسب ُ.
أذا قل لي هــــــــــا
كم من العمر بلغت .
قال َ ــــــــــــــــــــ
تجاوزت الرابعة َ والعشرون بقليــل ٍ هكذا قيل لي وهذا ما أعلمه .
وهل تزوجت َ وكم لديك َمن الأولاد بادرته سائلا .
أجاب مبتسما ليس بعد ذلك أني لم أتزوج قط .ْ
لم تتزوج ؟
وهـــــل هناك من تعشق وقلبك يهوى وتريد ؟
أجاب الله يحب الستر لذا هو من سمى نفسه الستار ُ وبعد هذا من تلك التي ترتبط بأجير راعيا قوته لايكاد يقدر عليه مطمئن اللهم إلاأذا كان قد أصابها شىء من جنون أو مسها جان .
قلت ُ ــــــــــــــــ
بلى وقد خاطبت ذاتي والله لقد أعطيتني توا درسًا بليغًا ما حييت أستذكره عندها صارحته شكرًا لأنك ذكرتني عما كنت ُعنه غافل ُ .
قال َ ــــــــــــــــــــــ
أستغفرُ اللهَ ولكن هي أخلاقنــــــا ونحرص شديدًا عليها وليس لنا في قول الصدق قصد .
ولنعم الأخلاق أجبته والله ثم عاودت سؤالي ولكن يقولون أن الرعاة يفرحون بالربيع فرحا عظيم وحين يكون رعيهم قد ملىء خضارا ًوعندها تطيب النفوس و قد قيل من قبل أذا ما طابت النفوس غنت اليس ذلك منطقيا في عقيدتك وصحيح .
أجاب َ ـــــــــــــــــــــ
لقد فهمت الى ما ترمي نعم صحيـــح ٌوهذه آلةَ الناي التي تداوي بعض الهموم وأخذ يستخرجها من خرج كان قد وضعها فيه على ظهر حمار عليه عدل بالقرب من مجلسنا مربطه ُ وأظنه هذا الحمار لم يعنيه من أمرنا شيئا وإلا لشهق أو أثار شيئا وماله ومالنــــــا إن كان اينما يضع رأسه علفا كثيرا يجد ُ .
فبادرته دعنا نستمع أذا
قال ــــــــــــــــــــــــ
من العتابــــــــــا فقط
فلا شيئا غيرها يشفي
قلت ـــــــــــــــــــــــ
هيــــــــــــــــا أسمعنا وجد ولاتبخل َ .
ولم تك إلا ثوان ٍ معدودات ٍ وقد أخذني معه الى عالم أخر فليس الدموع وحدهـــــا تشهد بل أثار َ في خاطري همٌ وألم ٌقد شعرت ُ به ثقيل دغدغ كل الحواس واعاد ما أعاد من الأحزان والجراح التي ظننت أنها هجرت ولم يبقى لنيرانها أثر ُ .
وأذا به هو الأخر يأخذ بما يلبس على رأسه ِ ليمسح ماسال على خدية ِ باكيــــــًا ومحتسيا دموعه ِ ندم ُ .
يالله ما كل هذا الحنين ما كل ُهذا الألم ِ ما أعظم أحساسكَ وأجمل ُ .
فأجاب َ خجلاً ــــــــــــــــــــــــــ
أراك بكيت أيضا وكنت أظنك بالهناء ترفل لكل ٍ منا قصتهُ ولكل منا وجهته أيضا تعال أدنو قليلا تفضل أرتو بعض من اللبن ِ فقد حان الوقت وأزف لقائنــا نهاية ًوالشمس قرصها أخـــذَ نزولاً وداعـــــــًا قال بعد أن لملم َماكان قد أفترشه ُ أرضًا غير مكترث لشىء وكأنه مَلكـــًا طاف في حلمي هكذا بدا الأمر . .
يارجل أهكذا تتركني متعجلا ً بتلك اللهجة خاطبته ُعله يبرح قليلاً أو ساعة ً أخرى ينتظرُ .
قال َ ــــــــــــــــــــــــــ
حياك من زائرٍ دعني وسلام من الله عليك وخير حافظـــــًا .
فبادرته بالقول لكنك لم تسأل من أنا ومن أين جئت وما هو أسمي وما هي كنيتي .
قال لايهم ولو كان لي منزلا مستقلا لضيفتك ثلاث ليال وأيام ومن بعدهــــــا قد أنشدك مستسمحا ومسائل .
دهشة أصبت بها ثم رفعت يدي مودع كم بليغــــًا كان وفطنـــــًا ذلك الراعي حماه ُ ربي وكم تمنيت لو تغلغلت فــــــي وهج ٍحكايته من اليفها حتى الياء كما يقال ُ..

ليست هناك تعليقات

مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation