الزّود.. كتب: عبداللّه عبّاس خضيّر بقلمه
(كان زماناً
كان وكان
كان زمان اللاعنوانْ)
نستيقظ فجراً فرحينَ
نجسُّ مداخلَ أنهار القريةِ
قال الآتون الفجرَ من الهور
بأنّ الماء هنالك في (الحُمْرِ)
على أبوابِ (العَردةِ) أحمرُ مصبوغٌ
بالغرين ، جاء الزودُ إذن سوف
تعيش القرية عرساً يحييه الطيرُ
ويسكنه البنيُّ الأصفرُ والچولانْ
(كان زماناً
كان وكان
كان زمان اللاعنوانْ)
( هذا السمتيُّ الطينيُّ الطعمِ المسكونُ
بطيف السّمّ الآنَ يقطّع أحشاءك عند الظّهر
وتشربُ ماء الشطّ لتبقى حتى المغربِ سكرانْ)
نسألُ عمّ القريةِ صيهوداً عند مداخلِ
دجلةَ هل عبر الماءُ السدّةَ ، نركض كالطيرِ
الطافحِ في زرقةِ صبح القرنةِ ، هل بدأ الطلعُ
، كأنّ الأرجلَ خيلٌ تحملُنا للشطآنْ
(كان زماناً
كان وكان
كان زمان اللاعنوانْ)
حين يجيء الزودُ
تلمّ مدارسُ قريتنا عنّا جَورَ السّجنِ وضيقَ
الأحذيةِ الخشنةِ كالكرَب الصُّلبِ ، الناعورُ
يدورُ ، الدلو تجودُ ، الأرضُ تغني فينا ولنا
عذبَ الألحانْ
(كان زماناً
كان وكان
كان زمان اللاعنوانْ)
تقفز أسماكُ النهر بلا وعدٍ عند العبّارة ، صيادٌ
يقطع دجلةَ يرميه التيارُ بعيداً ، طيرُ الماء يعومُ
على مقربةٍ من مجذاف السفّانْ
(كان زماناً
كان وكان
كان زمان اللاعنوانْ)
(في القفص الطيرُ يموت وحيداً أو يبكي نحسبه
نحن يغني ، والزهرةُ في الشّرفة تذبل أو تلعن صالبَها الصنمَ الإنسانْ)
النخلُ ينوء بما لا يحمله ظهرٌ ، سنخفف عنه
قليلاً ، ماعونٌ يكثر حين يزيد الأكلُ ، الأسماكُ
بباب البيت وراء الخصِّ ، النسوةُ يغسلن بقايا الليل
ونحن نصيد الحمريّ الشانگَ والسمانْ
(كان زماناً
كان وكان
كان زمان اللاعنوانْ)
البطّ ينافسُنا ،
في الطين يدسّ المنقارَ الأحمرَ ،
يصرخ بعضُ الآتينَ من البستانْ
إنّ الخنزيرَ يطوش الچمريّ المتساقط من نخل القرية نُهرعُ ، بعضٌ بالمنجل أو بالمرديّ وبالغرّافة ، أو بالكسريةِ حين نطارده أو ندفعه نحو الشطّ ليصبحَ صيداً سهلاً للفِتيانْ
(كان زماناً
كان وكان
كان زمان اللاعنوانْ)
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation