ميزان المساواة بين الرجل والمرأة.. كتب: د. عز الدين حسين بقلمه
خلق الله سبحانه وتعالى الرجل والمرأة وحدد الدور المنوط بكل منهما وقد فضل الرجل على المرأة في قوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله) ؛ ولا يعني ذلك بأن يُهضم حق المرأة أو تُظلم من قبل الرجل فقد نهى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة عن ظلم المرأة أو التقليل من شأنها.
ومن هذا المنطلق فالمرأة هي مخلوق من مخلوقات الله كما الرجل وحدد الله العلاقة بينهما كزوجين لكل واحد منهما مهامه ودوره في الإنجاب والتربية والمهام الخاصة بشراكة الحياة بينهما ، وهذا لا يعني بأن الرجل له الحق في التعالي على المرأة وهضم حقوقها الشرعية والحياتية وممارسة أعمالها بما لا يتعارض و قيم الشرع و القانون، فمن حق المرأة أن تحقق غاياتها وفق ذلك.
فالمرأة اليوم مستمرة في نضالها لانتزاع حقوقها في كافة الميادين وفى محاربة التمييز والتقليل من إمكانياتها الذاتية وقد حققت الكثير من النجاحات التي لم تعد حكراً على الرجل.
وهذا لا يعني بأن المرأة يقف طموحها عند حد مُعين، فيظل هدفها تحقيق المساواة مع الرجل وهذا لا يعني المساواة في تغيير ما خلق الله كل منهما عليه وإنما المساواة في الحقوق والفرص وعدم احتكار المهام لصالح الرجل من منطلق التقليل من قدرات وإمكانيات المرأة.
فالمرأة اليوم وباستمرار نضالاتها نحو تحقيق المساواة قد حققت الكثير من الحقوق فقد اخترقت الكثير من المجالات المهنية والتعليمية والعملية والتي كانت حكراً على الرجل مثل الفضاء والصناعة بمختلف أشكالها وكذلك المجالات التعليمية والدرجات العلمية والمهام الوظيفية.
كما أن المرأة قد مارست نضالها لتحقيق وإثبات وجودها في القضاء كما في الدرجات العلمية العليا، وما زالت تسعى لتحقيق مكاسبٍ سياسية وقد تمكنت من ذلك فنراها اليوم عضوةً في البرلمان والمجالس التشريعية، وفي هذا المجال لا زالت تُناضل وبقوة لتجاوز مبدأ الكوتة التي تُحدد نسبة عدد النساء في البرلمان كما هو موجد في مجتمعاتنا العربية.
ومع استمرار نضال المرأة فقد نجحت في الوصول للمناصب السياسية المختلفة من أدناها حتى رأس الهرم السياسي.
ومن هنا فمن حق المرأة بمساواتها بالرجل بما لا يتعارض وقيم الشرع فهي أهلٌ لذلك وقد أثبتت جدارتها وكفاءتها وتميزها في الكثير من المهام والمجلات، وهذا لا يعني بأن المرأة تسعى للتميز عن الرجل بإزالة نون النسوة كما يحلو للمحبطين قول ذلك، فالمرأة بعطائها وقدراتها ونجاحاتها وبدون أدنى شك هي نصف المجتمع ؛ وهي كفة الميزان الثانية في ميزان الحياة.
أبو صفية،،،
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation