حدث في بيروت.. كتب: د. عز الدين حسين بقلمه
مدينة بيروت هي إحدى المدن اللبنانية الهامة وهي العاصمة السياسية لدولة لبنان وهي الميناء الرسمي له تمارس عبرها عمليتي الاستيراد والتصدير ، وتعتبر المركز الاقتصادي والتجاري لدولة لبنان.
تتمتع بيروت بموقع استراتيجي هام لوقوعها على البحر الأبيض المتوسط مما أكسبها أهمية وشهرة كبيرتين في العالم وعلى مر التاريخ ؛ وتتمتع بيروت بجمالها وأنوارها والطبيعة الجبلية وغابات الأرز التي تحيط بها ، ولكنها مرت بظروف خارجة عن طبيعة الشعب اللبناني المحب للحياة والسلام، تلك الظروف التي غذتها قوى وتيارات خارجية منها الاستعمارية ومنها الطائفية التي كانت تغذيها أيادي غير نزيهة ؛ وقد أدى ذلك إلى نمو الخلافات والتوترات بين مختلف الأثنيات في لبنان نتج عنها صدامات وصراعات أدت إلى أكثر من حرب أهلية أنهكت اقتصاد البلاد ودمرت العلاقات الإجتماعية بين مختلف الطوائف والتي لم تدخر جهداً في الحصول على الأسلحة لتقوية وضعها السياسي وتحقيق أكبر قدر من السلطة داخل النظام السياسي اللبناني الذي تحكمه الطائفية.
ومن هنا أصبح النظام السياسي اللبناني نظاماً ضعيفاً لا يقدر على تحقيق طموحات الشعب خاصة في ظل تنامي قدرات وقوة بعض الأحزاب والطوائف مما أدى بالحكومات المتعاقبة بما فيها مجلس النواب عدم مقدرته على صياغة برنامجاً سياسياً توافقياً يخدم مصلحة البلاد والعباد ؛ وهنا غابت روح النزاهة والمساءلة والمحاسبة مما أدى إلى استشراء الفساد الذي لم تعد تمارسه فئات مختلفة من الشعب أو التجار أو المتنفذين ولكن أصبح كبار السياسيين ومن يشغلون المناصب التنفيذية الكبيرة هم الفئة الأكثر فساداً وإفساداً لا سيما وأنهم تابعون لأحزاب أو لطوائف متنفذة وذات سطوة وقوة لا تسمح لأيّ كائن من كان أن يتدخل في شؤونها أو يلزمها بالحفاظ على القانون.
في ظل هذا الجو والمناخ غير السوي أصبح اللبنان بشكل عام وبيروت بشكل خاص عرضةً للانتقادات والاعتداءات و التدخلات الخارجية تُعززها الخلافات الداخلية مما أضعف الحكومة والجيش اللبناني من السيطرة التامة على منافذ الدولة مما سهل على بعض القوى الحزبية و الطائفية من تولي شؤون تلك المنافذ بشكل أو بآخر فكان لها أن سعت جاهدةً بإدخال ما تشاء من مواد وبضائع وأفراد وحتى مختلف انواع السلاح وهنا أصبح النظام السياسي وكافة مؤسسات التنفيذية و التشريعية و القضائية غير قادرة على إدارة شؤون الدولة بالشكل المطلوب .
كل ذلك أدى إلى ما حدث في بيروت و تحديداً في مرفئها الذي تواجدت فيه كميات مهولة من مادة النثرات ؛ وحتى لا نستبق نتائج التحقيقات في هذا الموضع ، يمكننا القول بأن هناك جريمة إدارية وأخلاقية و إنسانية قد تكون عن قصد أو عن غير قصد ولكنها ترقى إلى مستوى جرائم الحروب لما نتج عنها من دمار غير مسبوق في بيروت وأعداد كبيرة من الضحايا نساءً و أطفالاً وكهولاً وشباباً ؛ ويتحمل نتائجها كل السياسيين و الأحزاب و الطوائف .
والنتيجة ...
دمار الاقتصاد والأمن و النسيج الإجتماعي والبنيان السياسي اللبناني..
بعثرة الأمل والمحبة والحب والسلام اللبناني...
تدمير الأنوار ... وتعتيم بيروت
أبو صفية ،،،
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation