الدبران والثريا.. كتبت: رؤى العقابي بقلمها
حِسنك اغمى الساحِرات
وأبطلَ الوَساوِس الخَانسة،
وفَكَّ شَفَرات الطَلاَسِم ،
فانْبَثقَ نورٌ مِن الاصَّلاد القارِصة،
رَمى العِشقُ وشاحَهُ عَنْ وجنتيهِ،
فتَنسمتْ خُيوطهُ الناسِجة،
كشفَ الغِطاءُ سِحْرَ انْبِلاَجهُ،
إذ شَجَّ قَلْبي كالعَاصِفة،
أ قَزحٌ أم غدقٌ؟
أحاطَ مِحْجَر عَينيهِ الناعِسة،
أم لجائِن دُرَرٌ خالِصة،
أيا قمراً في الفُلكِ تسبحُ
وتِخومُ القَلائِص حَولِك رَاقِصه،
وَهَامَةُ الليل المُعَسعَس ،
فِي حَوضِ رُبوعَكَ ناغِصة،
قُل للفَجْرِ يَلوذُ بالهِرُوبِ
دَعْ العُيونَ بالمؤرقاتِ سابِحة
فأجْفَان الصَّبَّاحُ ،
ثَمِلت فِي غَرَامِهِ شَاخِصة،
قُل للسَمحاق يَطأ مَمشَاهُ
يَنْثرُ عَلَى وجنَتيكَ قُبلاً ناسخه،
وقُل للفُلاةِ أزهَري،
نَدى الحَبيبِ عَلى أرْضِكِ سَاقِطة،
دّعْ كُفُوفُ الفَرَح تُزمرُ،
إن لاَحَت طَيفُكَ خَابِصة،
ودَعْ دفُوفُ الغَد تُطبلُ،
رَنيماً فِي فَيهِ الأغاني راسِخة،
إن الثُريا تَنَحت خَجلاٌ،
إذ اصطَفت عَناقِيدَها مُتَخاصِمة،
لَيتَ العِشْرِينَ غَنمةُ رَسائِل!
سِيقتْ للثُرَيا وَمَا قَالتْ رَافِضه،
رَقيتُكَ بالتَمَائِمِ والمُحْصَنات
مِنْ كُل عَينٍ حَطَّتْ زائِغة،
أحد ألمع تلك النجوم الشتوية هو الدبران (Aldebaran)، وتعني الكلمة أنه "يدبرها"، أي يجري وراءها، وتقول الحكاية العربية إنه كان شابا فقيرا وقع في حب فتاة، نسمّيها الثريا (Pleiades)، كانت تود الزواج من شاب غني، أوصى الدبران القمر، الذي يمر بينهما مرة كل شهر بأن يخبرها بحبه وبطلبه الزواج منها، لكنها في كل مرة كانت ترفض، وحتّى حينما جمع الدبران جماله ومعيزه، تسمّى في السماء بالقلائص (Hyades)، كي توافق الثريا لكنها رفضت، ورفعا معا للسماء فتظل الثريا تجري (تشرق من الشرق) فيجري خلفها الدبران (يشرق بعدها بقليل) إلى الأبد، وتغرب فيغرب، وقالت العرب في تلك الحكاية "أغدر من الثريا وأوفى من الدبران".
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation