اخر الاخبار

آخر الأخبار

{ الإرهاب صحيا .. والأنين أنين موت }.. كتبت: ميلو عبيد بقلمها




الأوجاع الحقيقية هي تلك التي تكشف لنا الطريق لنتضامن ونقف جنبا إلى جنب مع جنسنا البشري المحطم  فنتوحد في بوتقة آلالام الواحدة...فلو نظرنا للتجارب التي مرت بالتاريخ فمعظم الأشخاص الذين قادوا الثورات وأصبحوا رموز يقتدي بهم من غاندي لمانديلا لجيفارا لكاستروا ....الخ وحدتهم أوجاع ذات صفة شمولية هذا يعني ان ثوراتهم كانت تتسع بناء على الاساس الموحد  ( الالم او الوجع الانساني ) وهو حق الفرد بالانسنة بغض النظر عن جنسيته أو جغرافيته ورغم عظمة كل تلك الحركات والثورات ورغم كل ما حققته من تغيرات إلا أنها بقيت ضمن أقاليم أو كحد اعظمي " قارات " ويعود ذلك لتفاوت وجع الفرد فيما يخص حقوقه ومنسوب اضطهاده ( فكري .جسدي. صحي .عمالي .اقتصادي .سياسي ...الخ)   من مكان إلى اخر
اليوم وصل الأساس إلى درجة من التوحد ليشمل كل هذا الكوكب ، وباء يلتهم البشر والحجر ،يلتهم الأرض بما عليها ، انخفاض مستوى الحق البشري بالحياة إلى أحض الحضيض ، ارتفاع منسوب الاضطهاد والاصح أن نقول ( الإرهاب الصحي ) للإنسان في كل البقاع إلى حد الفناااء ، جائحة كورونية ولا أفظع استطاعت أن توحد الهم ( الإنساني الوجودي ) فأين هم قادة الثورات ؟!!.
ربما البعض يقول ليسى فعلا اول مرة يحصل هذا الأمر فلقد سبق وسجل التاريخ كثير منها ولم ينبري لها قادة يتصدون لأمراء الظلام والفناء

توحيد الصورة البصرية ......
هذا هو الفارق الذي ميز جائحات اليوم عن الأمس . ساعدت وسائل التواصل الإلكترونية والتكنولوجية المباشرة وغير المباشرة بتوحيد الرؤية للتوقيت الزمني لنشوب هذه الكارثة على كل بقاع الأرض ، مما أدى إلى تضخم في الأنين وهذا ما أعطى نوع من التجاذب الشعوري بين شعوب العالم ، تجاذب إنساني منقطع النظير ، فلأول مرة يحدث أن يدرك الفرد انه والآخر على قرابة وصلة عائلية ( العائلة البشرية) بينما سابقا كانت الشعوب في عزلة عن بعضها البعض نوع من القطيعة المجتمعية فلا أحد يعرف ما يجري مع الآخر وهذا بالتالي يؤدي إلى تجزيء الفاجعة وتصغيرها أي تقديمها على دفعات فيتلاشى بذلك الشعور الموحد .
في الأمس اللانترنيتي كانت هذه النقطة (القطيعة المجتمعية) هي نقطة قوة لقادة الظلام والفناء وفي المقابل نقطة ضعف للمدافعين عن حقوق الإنسان ،وجاء الزمن الذي انقلبت فيه المعادلة والقطيعة أصبحت في خبر كان والساحات امتلأت بالضجيج .
فأي ثمار سنجني بعد هذا التوحد والتضخم الأنيني ؟!!!!! في الحقيقة ( ورغم أن الأوجاع حقيقية) لا شيء لسبب وحيد أن / الإرهاب صحيا والأنين أنين موت / وستنتهي الأمور على لاشيء وتعود الغيلان( الجديدة ) أشد وحشنة والخراف أشد طيبة ورعبا وتسليما وتنازلا عن ذكائها الفردي ، ليعود أمر القطيع إلى الراعي الأكثر وحشنة .
-----------------------------------------
/سوريا

هناك تعليق واحد:

  1. افهم جدا أستاذتنا عميق المعنى في الظاهرة وتفسيرها بالدليل في هذا المقال الممتع والذي أوغل بي في غابة السؤال عن مَوروثنا الفكري في التاريخ والدين.. وغيرهما وكيف يوحدان مثلما يفرقان في الوقت نفسه نسبيا وطرديا في الكثير مما معانيه ويؤلمنا..

    ردحذف

مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation