إليك قريــــــــــــتي مع التحية.. كتب: بكيل معمر الشميري بقلمه
جلست بالأمس تحت شجرة.. تأملتها جيداً، ما زالت شامخة برغم طول وقوفها ومرور الزمن عليها... ما زالت معطاءة برغم قسوة البشر عليها... ما زالت متمسكة بأرضها بالرغم من أن الكثير هجرها، وذهب بعيداً حيث التقدم والرقي...
جال نظري بأرجاء المكان وتعلق بتلك البئر التي ما زالت هي الأخرى تسقينا ومنذ أعوام طوال... ألقيت عليها نظرة... أرى انعكاس صورتي بالماء... يا لها من كريمة... أعوامٌ طويلة ونحن نحيا بجانبها، ولم تبخل علينا بما تملكه من مــــــــــاء..
أرضٌ شاسعةٌ خضراءُ ممتدةٌ أمامي وخلفي... وعن يميني وشمالي... ركضت بها طفلاً... وها أنا أجلس بها كبيراً ومعي مذكرتي وقلمي لأخط لقريتي الصغيرة كلمات:
قريتي العــــــــــــزيزة ... بل الغالية.. لا، بل الحبيبــــــــــة..
لا أعلم ماذا سأخط لك... فالكلمات لن توفيك حقك... برغم صغرك وقلة البيوت فيك إلا أنك كبيرة بعيني، معطاءة كريمة، آويتينا صغاراً وحملتينا كباراً... تحملتِ هجرنا لك أياماً وشهوراً وربما امتدت سنوات... ومع هذا عند العودة تفتحين ذراعيك وكأنك أمٌّ طال غياب أبنائها فاستقبلتهم بشوق...
قريتي الحبيبة... لكل جزء منك ذكريات معي ... ففي هذا المكان هناك أحب الجلوس وهناك
أحب السير... وهناك أرى منظر الغروب أفضل...
فكيف لا أحبك وأنت من احتضتيني صغيراً..
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation