حديث مع الامواج.. كتب: د. اليان سمعان بقلمه

 

خاطرة  ...

في كل أسبوع متسع من الوقت يسمح لي أن أذهب إلى شاطئ البحر القريب
و هو المحيط بعظمته واتساعه مصطحبا ترمس قهوتي وعلبة سجائري
اترك من رافقتهم  واجلس في أقرب نقطة تصل فيها الأمواج لتغسل أقدامي
وأرسل نظري إلى البعيد البعيد وأبدء حواري مع كل موجة تصلني وأسألها
هل
مررتي على سواحل بلادي
هل رأيتي المصطافين هناك
هل رأيتي أحدا من قريتي
هل شاهدتي ابنتي وأولادها
هل شاهدتي والدتي وأخوتي
هل التقيتي باصدقاء الوفاء والطفولة
ألا يزال الوطن كما تركناه قويا صامدا
وهل وهل ولكل موجة سؤال وما أكثر الموج ولكن الجواب كان يأتي
زبد على الرمال لايشفي جراح ولا يواسي بغربة
وانظر الدمعة في عيني زوجتي  نجلس عند المساء كانت تبكي
وعندما سألتها لما البكاء كانت تقول لي
( تصور كم هي المسافة بعيدة عن ابنتنا في سوريا )
أتذكر وأعكس السؤال كم أنت بعيد ياوطن كم أنتم بعيدين عن احبائكم
وامسح دموعي مرات ومرات  واسال الموج سلي وطني سلي
ماذا يحدث وماذا نسمع وأرفع يداي لرب الكون داعيا بالفرج القريب للجميع
وتنتهي زجاجة الشراب وتقرب الشمس من الغروب
اغسل فنجان قهوتي بزبد البحر وأطيل للموج العتاب لكن لم ياتيني بأي جواب
وأهم بالرحيل  ... فالصبر عيل وقبل أن أمشي يتناها إلى سمعي صوت من بعيد
يصرخ.......شايف البحر شو كبير كبر البحر بحبك
أرتجف أرتعد وأسال من .......هذا أنت ياوطني ياعشقي الأبدي
فيجيبني لاتقلق إن حزن الرغيف وإن انطفأ المصباح
سأنهض من جديد  فمن كتب تاريخه بالمجد لن تؤثر فيه غيمة عابرة
نعم سأعود وأعاود جمعكم تحت جناحي من جديد أنها سحابة صيف ستمر
.........اجهش بالبكاء وأصرخ ......"شايف المحيط شو كبير كبر المحيط  بحبك"
لكن من الصارخ لا أعرف هل لدى احدكم فكرة من يكون
وينتهي المشوار ونعود إلى غربة الروح
"كبر البحر بحبكن أصدقائي"
 سفير السلام في كاليفورنيا