اخر الاخبار

آخر الأخبار

زفة عروس.. كتبت: فوزية الكوراني بقلمها

 




على مائدة الفطور جلست رهف تأكل وهي ساهمة...
والدتها تتكلم وتُذكرها بما عليها من واجبات.
رهف دكتورة أطفال، في الثامنة والعشرين من عمرها  أصغر  أخواتها فهنّ خمسة، وليس لديها أخ، أخواتها تزوجن مبكراً هي الوحيدة التي أكملت تعليمها...
 هي رومانسية وترفض الزواج بالطريقة التقليدية، انخطبت خطبة تقليدية، لكنها فسختها لأنها لم تنسجم مع خطيبها... لم تعيش قصة حب لم تسمح لنفسها بأي علاقة بالكلية، كان همها أن تدرس وتصبح طبيبة أطفال.
_رهف لاتنسي أن اليوم خميس وعرس ابنة خالك ويجب عليك أن تزينيها والخروج معها بالزفة.
_والله تعبت من هذا ياأمي لم يبقى عروس من الأقرباء والأصدقاء إلا وزينتها، بيوت التجميل كثيرة لماذا يختاروني أنا؟... وأنا متى أزين نفسي لعرسي!
_أنت تعلمين أنهم يتفائلون بك، وأنك من تزينيها ليلة زفافها تكون سعيدة كل عمرها لأنك ماهرة بهذا، قريباً إن شاء الله يأتي  نصيبك وتتزوجين وتكوني أحلى العرائس.
_ هي هواية أصبحت ملتصقة فيني، بت أكره يوم الخميس.
خرجت رهف إلى العيادة وهي حزينة كل خميس يمر عليها تشعر أنه دهراً، تزين العرائس القريبات والصديقات وهي وحيدة تتمنى أن تكون مثل كل البنات تنخطب وبعدها تشعر بالحب، لكنها تنتظر أن يأتي الحب أولاً.

في العيادة على الطاولة أمامها صورة لها وهي في الصف الرابع الابتدائي تركض في السباق مع زملاءها بالصف... بدأت تتأمل الصورة وكأنها أول مرة تشاهدها.
نظرت إلى الصبي الذي كان خلفها ويمسك بطرف صدارتها ويحاول جرها إلى الوراء ليسبقها... ابتسمت بسخرية قائلة " كم كان جميلا لو لم تختفي كنت أحمل بداخلي لك احساس جميل أول  ماخفق قلبي حباً كان لك أخفيته داخلي لكي أكبر وأتخرج  وأنت آه منك كنت تشعر بكل احاسيسي وتتجاهلها... عادت بالذاكرة إلى الوراء؛ كان ذاك الصبي ابن جيرانهم، كانت تغار منه لأنه أشطر منها بدراسته، وكانت تتقاتل معه كثيراً، وهو كان يزودّ عنها ويضرب كل من يحاول يصيبها بآذى من الصبية.
عندما أصبحوا في عمر الخامسة عشر بدأت تشعر تجاهه بمحبة ورعشات قلب...لكن كان دائما يحاول تجاهل كل مشاعرها...
كانت تشعر بغيرته عليها عندما يشكوها لوالدتها على أنها تضحك مع زميلاتها في طريق المدرسة وترفع أكمام قميصها وكان ينعتها بالمغرورة! وأنها لن تنجح وتحقق حلمها وتصبح طبيبة..
فجأة نقلوا إلى بلد أخر، لأن والده كان عميد في  الشرطة ويتنقل بين البلدان بحكم عمله...
وضعت الصورة وهي تتسائل:  مالذي ذكرني به الآن، هل لو كان مازال جارنا كان شعوري به في مراهقتي سيكبر ويصبح حب ونتزوج، متأكدة أنه كان  يبادلني نفس الشعور، رغم أنه كان يعاملني بقسوة، بس كانت هذه القسوة سببها غيرة... أكيد هو تزوج، هي سمعت من والدتها أنه خطب ابنة خاله، نزلت دمعة على خدها! بعدها ضحكت على نفسها: ما الذي يبكيني، لماذا أفتعل قصة محزنة من خيالي؟! ربما لأنه يوم خميس.
في المساء زينت ابنة خالها وذهبت معها بالزفة بل واجلستها في سيارتها، والعادة في زفة العروس: العروس تجلس بسيارة مع صديقاتها؛ والعريس  يجلس بسيارة مع اصدقاءه، وتتسابق السيارات وإذا سبقت سيارة العريس  هذا يعني أنه يحبها أكثر وبالعكس أيضاً إلى أن يصلوا إلى صالة العرس، يمسك العريس بيد العروس ويدخل معها الصالة وخلفهم الأصدقاء.
 في السباق كان سائق العريس يداهمها ويستفزها ليسبقها، وهي ماهرة بالسواقة لكنه يسبقها...
ويميل بسيارته عليها لكي تخاف وتتراجع عن السباق. عند باب الصالة نزلت من السيارة وهي مصممة  تُسمع سائق العريس كلام موجع،  لأنه خرج عن طور العادات وكادت أن تعمل حادث... لكن الدم جمد  في عروقها عندما جاء صوت من خلفها:
_في الصف الرابع  سبقتيني لكن اليوم أخذت بثأري  منك، ومد يده ليصافحها وهو يضحك مازلت مغرورة!

استعادت توازنها، ونظراتها هائمة بين وجهه وبين  أصابعه؛ لم تشاهد خاتم الزواج...بدأت ترتعش وخفقان قلبها يزداد...ويعزف لحن اختزل كل السنين واعادها إلى أجمل احساس كانت تشعر به عندما كانت تشاهده...
بمكر ودهاء أجابت:
_وأنت مازلت ماكر كان الله في عون زوجتك.
_من قال لك أنني متزوج؟
_ألم تخطب ابنت خالك؟  
_كانت رغبة أهل لكننا لم نتفق...أنا مجنون ولايليق بي إلا واحدة مغرورة مجنونه مثلي تحب السباق!

 سوريا

هناك تعليقان (2):

مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation