اخر الاخبار

آخر الأخبار

قراءة أدبية في نص"ما أجرأكْ" للشاعر الدكتور جهاد صباهي بقلم: الصديق الأيسري

 



قصيدة نثرية تحمل بين طياتها كلمات قوية تكتنز أحاسيس عميقة تكسوها عبارات الخجل وحروف الخوف.
 فقد ارتأى الشاعر أن يختار عنوانا لقصيدته لكي يضع القارئ على السكة الصحيحة للسير بين ضفتيها بعمق المعنى وحسن الفهم فكان العنوان "ماأجرأك " والجرأة كلمة قوية حيث أنها تتسم بنضج الإنسان وشدة الثقة بالنفس والإنسان الذي تجتمع فيه صفات الشجاعة والجرأة يكون عادة منسجما مع محيطه ومنصهرا مع بيئته لايحس أبدا بأي مركب نقص بل العكس من ذلك فهو يتخذ قراره الصائب بكل عزم ودقة التنفيذ.
 رغم أن الحبيبة تحس بالخوف يعاكس مكنونها فقد مدت يد الحب والوفاء لتحقيق حلم الوجدان الندي حلم ممطر بقطرات الندى غيث العاشقين لتزيل جفاء اللقاء ولكن تحس بقوة خفية تعارضها وتمنعها للتواصل مع الحبيب وتتراجع عن مد كفيها لمعانقة الحبيب أهي ذبذبات الخوف أم مغناطيس الخجل ولكن رغم ذلك تترجى الحبيب أن ينتظر ولا يستدر هي التي أحبت فيه جرأته الزائدة وروعة حضوره مازالت تتمسك ببصيص أمل اللقاء فقد أحاطت بها بوادر الخوف من المجهول ولكن تعترف أنها ردود فعلها زائفة لاتمثل الحقيقة المدفونة في أعماق قلبها رغم براثين الخوف والخجل فقد صارت الحبيبة تناجي نفسها وتعترف بتوهج كيانها واشتعال لوعة الحب في وجدانها فصارت تقر بحبها وأنها ملك الحبيب رغم الظروف ورغم كل الحواجز لأن طيف الحبيب يسكن في مضجعها وهمس صوته يرن في مسمعه.
الحبيبة الخائفة المترددة فهي الوردة الظمآنة لماء الحبيب لترتوي من قطراته الندية ليسقي جذورها العطشانة ليحيي فيها نسائم العاشقين فهي تطلب منه أن لايكترث أو أن يهتم بخوفها وترددها وأن يتجاهل كل مظاهرها فهي زائفة وأن لايحترس وأخذ الحيطة والحذر بل بالعكس من ذلك تمنحه الأمان والطمأنينة بعدم خيانته أو قتله بل الأدهى من ذلك فقد منحته مفاتيح قلبها بشرط أن ينتظر وأن لايستدير مهما تكون ملامح الخوف والتردد.
جرأة الحبيب وحضوره الدائم سيمكنه من الحصول والفوز بقلبها  فبانتصاره على زيف المظاهر سيحل على أرض الحبيبة كبطل الوغى سيحرث أرضها ويروي ظمأها ويتمتع بزيارة كل محاسنها ومواقع جمالها ويستنشق عطرها الزكي وعبيرها الفواح بوجود الحبيب تزهر جنة الحبيبة الخائفة.

(مددتُ يديْ
حلمٌ نَديْ
تراجعتْ
تمنَّعتْ  
ما أجرأكْ
ما أروعكْ
لو تنتظرْ
لا تستدرْ
مازلتُ منكَ خائفةْ
ردودُ فعلي زائفةْ
انا لكَ مهما حصلْ
حبُكَ بقلبي قد اشتعلْ
طيفُكَ يسكنُ مضجعيْ
همسُك يضجُّ بمسمعيْ
يجعلُ مني وردةً
ظمآنةٌ
تسعى إليكَ لترتويْ
لاتكترثْ
من خوفي هذا وتحترسْ
انتظرْ
لاتستدرْ
لن أقتلَكْ
ستفوزُ بقلبيْ
وتنتصرْ
ستعبرُ أرضي حالماً
تزورُ كلَّ محاسنيْ
وتلمسُ عِطرَ مفاتنيْ
بلقائِكَ تحلو جنتيْ
ما أجرأكْ
ما أروعكْ)

   الحبيبة الخائفة بدأت تعترف بالخضوع والرضا بالحبيب فهو الذي عرف مكامن ضعفها وقوتها وهو الذي اكتشف محاسنها وجمالها وقد عراها من كل الحواجز الزائفة والمساحق الخداعة وأدخل إلى. قلبها السعادة والابتسامة فجعلها ترقص فرحا وبهجة بحضور الحبيب فاستسلمت لأحضان الحبيب ناسية ومتجاوزة لكل مكامن الخوف والخجل فجعلت قلبها ينحني لمعشوقها فهمست له في أذنه وهي الخجولة المترددة بأن يضمها ويعانقها فمازالت تواسيه وتترجاه أن يقترب منها وأن لا يبتعد صارت كل الأبواب والثغور مفتوحة ليحتسي من مائها الزلال وأن يملأ كأس حبها من صبيب قبلاتها وأن يجني ثمار جنانها لصنع شهد لقائها العسلي بذلك استسلمت لحبيبها وودعت الخوف بدون رجعة فقد وجدت ضالتها وراحتها فنامت في حضن الحبيب حيث الأمان والطمأنينة راجية منه أن لايبتعد وليقترب إلى معانقتها والقلب قد اكتوى واشتعل لهيبه ماأجرأك ماأروعك حبيبي.

أخضعتنيْ
عرّيتنيْ
أسعدتنيْ
أضحكتنيْ
راقصتنيْ
جعلتَ قلبي ينحنيْ
همستُ بأذنِكَ ضُمنيْ
اقتربْ
لاتبتعدْ
لاترتعدْ
املأ كأسَكَ من لَميْ
من دمعِ عينيْ
من فميْ
اشربني اليومَ واحترقْ
اقطفْ ثمارَ الغندرةْ
واصنعْ من شهدي العنبرة ْ
اليومَ وجدتُ ضالتي ْ
أعادتْ ضياءَ هالتيْ
اتركني بحضنِكَ هائمةْ
بين يديكَ نائمةْ
اقتربْ
لاتكترثْ
لاتحترسْ
انا لكَ مهما حصلْ
حبُكَ بقلبي قد اشتعلْ
حبُكَ بقلبي قد اشتعلْ
ما أجرأكْ
ما أروعكْ

ليست هناك تعليقات

مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation