اخر الاخبار

آخر الأخبار

هذيان من نوع آخر.. كتب: الأديب عبد الزهرة خالد بقلمه

 



حينما قتلني الجميع ،
منْ كانَ يجمعُ اشلائي ؟
ربّما كانت هناكَ قطرةٌ
عالقةٌ فيّ تبحثُ عن آخرَ حرفٍ
من كلامٍ متجمدٍ في المنّحر ..
منْ كانَ يرددُ معي
-أين مكان الموت-
لا أتذكرُ اسمهُ ابدا
بل أعرفُ وجهَهُ المكتظَّ بدورانِ النواعير  ،
شريانهُ الابهرُ ، على ما اتذكر  ،
أكبرُ من قلبي بقليلٍ بل يعلو حتى رأسي
كانَ يطلقُ عليَّ فقاعةَ الانفعال
كلّما أنوي العيشَ أو عندَ المحشر ،
عند المعشرِ ، عند جعجعةِ المعارك ،
يومَ يكررُ النداءَ ، لا من عَلمٍ يرفرفُ فوقَ المدفع
كي يعلنَ البدايةَ من الحدودِ إلى ثقبٍ أصغر ،
 الآمرُ والرئيسُ يلوذان
خلفَ نصبِ النصرِ الأخضر
بينما جعبةٌ  خاويةٌ
تلوذُ بخصرٍ خائرٍ فيها صافرةٌ قديمة
تأكلُ سيقانَ الاستعدادِ على الريقِ ،
قرارٌ نحيفٌ في حضرةِ ورقةٍ بيضاء
يراقصُ قلماً عازبا لا يملكُ ابجدية
في هذا الأثناءِ أنا أطبعُ ثمّ أطبعُ حروفَ العلّة
حتى كادت صحفُ العالمِ شبه ثورية ،
يفوحُ الخدرُ من لهاثي
وراءَ سرابٍ مطمورٍ بفيضانِ نوح …
فارَ التنورُ  ولن يستقرْ الصراخُ أخيرا
في قعرِ اللّهفةِ دون حراك
أو نَملةُ النعاسِ آيلةٌ الى غفوةٍ
أحيانا تداعبها لوامسُ اليقظةِ فوقَ بساطٍ أحمر ،
نحنُ العاطلونَ عن الأملِ
معروفونَ بشدِّ التمائمِ تحت الإبطِ الأملس
نبحثُ في دكاكين ( الشيباني )
عن نبوءةٍ تفعّلُ الأكاذيب ،
نحنُ الغاطسونَ نركبُ بعضنا بعضا
ننشطرُ  كالطحالب ونرقصُ حتى في الموج ،
نتوزعُ بالتساوي على إرثِ الطلاسم
المنزوعِ من التفكيرِ والتأويل
أنينُ السعفةِ حصةُ الأكبر ،
يا أغنى نصيبا في ذخيرةِ الحظّ ،
ونحنُ نتصارعُ بمحضِ إرادتنا
لأجل أن يكونَ الجوعُ أطولَ من النخيل
ولو بشبرٍ وارد ، تعبنا والله من القياس ،
دعنا نتفرقُ كي نتسلى بعناقيد الهمّ ..
——————

البصرة

ليست هناك تعليقات

مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation