مقبول.. كتب: عبدالزهرة خالد بقلمه
قبلت أو لم تقبلْ
إنه في خلوةٍ ثقيلة ،
تعالَ متى شئتَ
وقفْ على الجسرِ
الذي وقفَ عليه أنينُ الزنازين ،
توضحُ ملامحُ الفراقِ فوق وجهِ المرايا
كلّه مسافةٌ لا تعدُّها الخطى ،
اشعلْ كسلَ الانتظارِ
بشرارةِ الحماقة
واحضنْ جمرةَ الانتشال
وإن عاتبتَ فهو صمتٌ
مدفونٌ في جرحٍ يستكين ،
لا يعني
إنه تخلصَ من مكائدِ العصافير
حين تنسجُ له الشوكَ عشاً
يشبهُ حضنك
الذي أصبحَ أضغاثَ تغاريد ،
فداحةُ الأرضِ
لم تك بمستوى عاصفةِ حلّمٍ
هدمت مباني الأغصان
العارية بلا لحاءٍ أمامَ شرذمةِ الودق ،
المكانُ المسكينُ ذنبه
أنّه ثبَّتَ الحجرَ المسجى عليه
لا يحركُ السكونَ المكنونَ
في الجوفِ السحيق ،
يمرّ العابرونَ ولا يأبهون
يوقظونَ الابتهالات المنفلتة
من حقائبِ النعاس ،
لك الحقُ ألا تدخل
في شبكةِ الوصايا
وخذِ الصّوابَ من فمِ الجنون ،
قلبكَ معفّرٌ بألفِ شهقةٍ
محصّنٌ لا يصابُ برجفةِ اللهفة ،
تعبت معاولهُ
ما عادت تفرّقُ بين البناءِ والهدم
بالقصرِ الذي أوصيت ،
يخافُ من نفسهِ على نفسهِ
لقد جبنَ إبريقُ الغليانِ من طقطقةِ الصقيع
تبقى الحيرةُ تدورُ في فلكِ الصباحِ
هل أنتَ بخيرٍ … يا ثوبَ الندى
في مدنٍ يلجأ إليها عساكرُ الموت
في عاصمةٍ تخشى من الأحياءِ
الذين يقتاتون مساحيقَ القمامة
قبلَ أن تتزينَ بها الأفواهُ الفاغرة
أمام عمال النظافة ..
——————
البصرة
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation