أريدُ أنْ أنام.. كتب: اسماعيل خوشناوN بقلمه
قصة قصيدتي ( اريد ان انام)
في يوم من الأيام قال عمي في مجلس وكنت من بينهم : (( لا أحس بالراحة إلا إذا وضعت رأسي على الوسادة وأخذني النوم )) فسألناه عن السبب فأجابنا وقال : (( عندما أكون في مهام وظيفتي في المديرية التي أنتسب إليها أرى بعض الأشخاص يقومون بأفعال قبيحة و غير أخلاقية فأتألم لذلك فأتحير في أمري فلا أعلم ماذا أفعل فإذا أخبرته بسوء فعله حدثت مشكلة و عراك و إذا سكت تألمت و حزنت فبسبب ذلك لا أرتاح الا إذا وضعت راسي على الوسادة و أخذني النوم )) .
بعد فترة زرت عمي في مكان وظيفته فرأيت واقع ما ذكره لنا
فقد كان في غرفة مع سبعة موظفين جميعهم مشغولون بمهامهم مع المراجعين الا موظفا واحدا منهم فقد كان جالسا في نهاية الغرفة و بين يديه حاسوب وضعه على منضدته وقد شغّل أغنية لا يذهب فكر أحد منا إليها فقد كانت الأغنية أغنية رقص شعبي و رغم أن جميع من كان هناك من الموظفين و المراجعين متعبون...... فقلت في نفسي الآن عرفت حقيقة ما قلت يا عمي أعانك الله كيف استطعت الصبر على تحمل ذلك حقا كلامك صحيح لا نرتاح الا اذا وضعنا رأسنا على الوسادة وأخذنا النوم ......
فلما رأيت واقع ما سمعت من عمي كتبت قصيدتي ( أريد أن أنام) .
************
أخذتُ جرعةَ الْوسنِ
لعلَّني ابدأ سَيري و أَغيب
النَّومُ يَصْحَبُني
ويسوقُ كلَّ أمالي الْحبيب
لا تلُوموني
واجْعلُوا الْعُذْرَ دِرعاً
لِسهامِ الْعِتابِ كي لا تُصيب
السَّخافةُ تقترفُ كُلَّ ذَنْبٍ
فأصبحتْ مقاماتُ حياتي
مِنْ مَكْرِ نِفاقِها تَهابُ
وعلى مَسْرحِ الْخَوفِ رقيب
قباحةُ الْبعضِ داستْ كُلَّ لَوْن
أيا لِساني و نُطقي
أما آنَ الْأوانُ لكي تثورَ و تُجيب
كُلَّما طابَ لِجَفْني الْإستواء
ومددتُ بنظري لبعضِ الْأنام
صار انْسياب ؛ أتى الظَّلام
كُلُّ نُورٍ على أَرْضِي
فَرَّ و غَاب
بعدَ إذنكم سأنام
لِأُغازلَ زُهورَ الْوِئام
لُطْفَ الْقمرِ
والنُّجومُ تستقبلني بِاحْتِساب
على مَقْرُبةٍ مِنَ الْغفوةِ
أغلالٌ حَدَّتْ مِنْ مسيرتي
مَسحْتُها وبدأت بالْإنقلاب
سأَمتطي صَهْوةَ الْحُلْم
وأصيدُ قِسْطِي مِنَ الْمَرام
فارسٌ لنْ يَرسُمَ بعدَ الْآن
على أوتارِهِ السَّراب
أزْهارٌ تُعَطِّرُ السَّلام
وأشجارٌ تعزفُ الْألحان
وأنهارٌ تُمرِّرُ مُتعةَ الحِوار
فسماءُ حُلْمي
قَدْ وَفَّتْ بِعَهدِها
وصانتْ لِوَطَنِيَ التُّراب
الْبَكَمُ أصابَ الزَّمان
عَنْ الْهَجْوِ بأنَّني غريبُ الدَّار
فوطني صارَ في الْمنام
وأَزاحَ عَنِ الحقيقةِ النِّقاب
ولولا مَحبَّتي لِمقامِ الْأخيار
لَقررت الْبقاءَ في حُضْنِ أُمْنيَتي
و لأَسْدلتُ الْبقاءَ فيمَ أنا الْآن
والاستيقاظُ يفِرُّ بِوَصيَّتي
أَسَطَّرتَ على مُخَيِّلَتِكَ
والظَّنُ أوهمَكَ
بأنَّهُ سيأتيكَ الْخبرُ
مِنْ وحي كِتاب
**************
2007/9/8
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation