صَـرْخـةُ الـفِـراقِ.. كتب: محمود بريمجَة بقلمه
اِنزعْ روحي و ارْفقْهُ بالحَبيبِ
و أعلِنْ على المَلأِ رَحيلي
فما عُدْتُ للحياةِ أهلاً
أو حاضنةً أحلامَ الغَدِ
فقدْ اختطفْتَ تَوءَمَ الرُّوحِ و رَفيقَ الحياةِ
و طَعنْتَ صَميمي ألفَ طَعنةٍ
أيُّها المَوتُ .. أيُّها الباغِتُ الغَدَّارُ
في كُلِّ صباحٍ ..
كُنْتُ أتذوَّقُ إشراقةَ الفَجرِ
و أنتشي بأحاسيسَ تَدِبُّ في كَياني
و خَمرةٍ للحياةِ تَسري في عُروقي
زَيَّنْتُ حياتي بأرقِّ الأحلامِ
و أنرْتُ غَدي بأبهى الآمالِ
حتَّى توهَّمْتُ السَّعادةَ كُلَّها لي
و ما عُدْتُ أُصدِّقُ نهايتَها
فدمَّرْتَ عَيشي الهَنِيْءَ
و انتزعْتَ مُلِهمَ سَعادتي
و أجدبْتَ ينبوعَ حُبِّي
أيُّها المَوتُ .. أيُّها الباغِتُ الغَدَّارُ
احمِلْ معَكَ رُوحَ وَلهىً لنْ تحيا منْ بعدِكَ
لِتَئِدَ صَرَخاتٍ مَجنونةً
تفجَّرَتْ منْ فُؤادٍ ما عرفَ أنَّةً و حَسرةً
قبلَ رحيلِكَ .. يا عَشيقي
ما عُدْتُ أُطيقُ البقاءَ
بعدَما تساقطَتِ الأوراقُ
و سَرى في الكَونِ ظَلامُ الانكِسارِ
أينَ أنوارُ الرَّبيعِ و لَمَعانُ الأفانينِ
و ما اكتنزَتْ بهِ حياتي منْ عَذْبِ المَسرَّاتِ ؟!
أينَ أنغامُ الجمالِ و سَكينةُ الرُّوحِ
و وِصالُ روحَينِ عَهِدا البقاءَ روحاً ؟!
فقدْ ذابَ بَريقُ وُجوهِنا
و شُلَّ لَهيبُ عُنفُوانِنا
و انهارَتْ دُنيا أحلامِنا
برحيلِكَ .. أيُّها الحَبيبُ
إلهي .. و لا مُغيثَ لي سِواكَ
أَمَا بالإمكانِ عَودةُ الرُّوحِ
و ثَوَرانُ نَبضِ الحياةِ في جسدِهِ الهامدِ ؟!
أَمَا بالإمكانِ عودةُ أنسامِ الحُبِّ
و تذوُّقُ رحيقِ العِشقِ منْ جديدٍ ؟!
و إلَّا فما نَفعُ حياتي
و لِمَنْ أعزِفُ ألحانَ الصَّبابةِ
منْ بعدِ عشيقي .. رفيقِ أُمنياتي
سأحفظُ عهدَ الوَفاءِ ما حَيِيْتُ
و أجعلُ مواثيقَنا مَنهجَ حياةٍ
أتدرَّعُ بالصَّبرِ رُغمَ قَسوَتِهِ
و أُطَهِّرُ وَجنتَيَّ بالدُّموعِ كُلَّ لحظةٍ
سأجعلُ ذِكراكَ كُلَّ هَمِّي
و لَهفةَ لُقياكَ كُلَّ مُناي
إلى أنْ نلتقيَ في عالَمِ الخُلودِ
نجولُ في رُبوعِ الجِنانِ
و نحظى برِضا الرَّحمنِ
- سُوريةُ .
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation