مَــهْــلاً.. كتب: محمود بريمجَة بقلمه
رُوَيْدَكَ .. أيُّها الأبُ
إنَّ الأزاهيرَ لِنَشرِ العَبيرِ خُلِقَتْ
و البَلابلُ تُتِمُّ زِينةَ الدُّنيا
و أطفالُكَ مُلوكُ الجمالِ و كُلُّ عَبيرِ الدُّنيا
فلا تُذِلَّ نِعمةً لكَ وُهِبَتْ
و لا تُؤذِ قلباً للحياةِ توَّاقٌ
فما لَذَّةُ الحياةِ إلَّا ضَحكةٌ جميلةٌ و كلمةٌ ..
كُنْ رَفيقَ الصَّبرِ ، صانعَ البَسماتِ
و حاضناً لِبَراءةِ الأطفالِ
كُنْ أباً مُعلِّماً
و طبيباً لِكَسَراتِ الأطفالِ مُداوياً
فالصُّدوعُ للنَّفسِ مُؤذيةٌ
كما تُكسِّرُ العَواصفُ الأغصانَ
و لنْ نُدرِكَ لَذَّةَ السُّمُوِّ
بغيرِ تقديسِ البَراعمِ
إنَّ الطُّفولةَ مِرآةُ الماضي
فيها تُجلى حياتُنا ، و نَنتشي فَرَحاً
بزمانٍ غَرِقْنا في هَفَواتِهِ
فَلْتَكُنْ حياةُ أفلاذِنا عَثَراتٍ ..
نُقوِّمُ مَسالِكهم و نُقوِّي أعوادَهم
و نجعلُ حياتَهم كِفاحاً
و نحنُ لهم حُماةٌ
فيجُرُّونَ أذيالَ الهَزيمةِ تارةً
و أُخرى للنَّصرِ يَخفقونَ الأعلامَ
أطفالُنا أكبادُنا .. أنفاسُنا
بهم نَرتشِفُ نُورَ الوُجودِ
و نَشرحُ قُلوبَنا للسَّكينةِ
فَلْنَزرَعْهم وُروداً نَدِيَّةً
تترقَّبُ ألوانَ الرَّبيعِ و صُحبةَ الفراشاتِ
وَ لْنَنْأَ بهم عنْ وَخزاتِ النَّائباتِ
إنَّهم هِبَةُ الإلهِ في أحضانِنا
و لِغدِنا همْ كُلُّ الأملِ
أيُّها التَّائِهونَ في أرضِ اللهِ
حَرِّروا الأطفالَ منْ تحجُّرِكم
فقدْ خُلِقوا بغَيرِ طِباعِكم لغَيرِ زمانِكم
أطلِقوا عِنانَ أحلامِهم
و خُذوا بأياديهم إلى كُلِّ مَتاعٍ
بِذا نبني إنسانَ غَدِنا
بَريْئاً منْ كُلِّ نَكسةٍ وعِلَّةٍ
- سُوريةُ .
ليست هناك تعليقات
مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation