أسوَدّ وَ...أسوَدّ.. كتبت: أ. فوزية الكوراني بقلمها

 

نفوق..
 
تمعن في السراديب المغلقة؛ أَطبق على أَنفه...
هنا كانت ثورتهم الطاغية..
تمردت الأفاعي على سرقة مكانها:
رجمهم إبليس بحجر.

-----------------------------
وحشية..

اشتقت من الأديان محرابها..
أوهمت الصورة بتقواها..
عندما اكتمل  سواد قلوبهم؛ كانت دروعهم أكف بريئة:
نزف النهر دمًا..!
---------------------------
مَضاء..

لَبست ثوبًا فضفاضًا، لتخفي أعضاءها المبتورة...
تمادى الذئب في عوائه، في ساحة النزال؛ أثبتت له أن القوة ليست بكامل الجسد.

---------------------------------

مشأَمة..
 
حين اعتلى سلالم المسرح؛ احتفوا به بالتصفيق والأهازيج ودانت له الرقاب...
 عند نزوله؛ رشقوه بالحجارة وسهم الغدر.

---------------------------------------

في كبد..
 
نفض الغبار عن صندوق جده..
أخرج ريشة؛ رسم أقدامًا بلا أحذية، وأيدٍ بلا أصابع..
أسند رأسه على جدار آيل للسقوط..
عشعش الدبور على قبره.
------------------------------
 
جحود..

حلم بالنور..
عندما أبصر؛ لم يعد يغريه رؤية الألوان الزاهية، وقصائده عنها التي كانت تنير عتمته، ولاضحكتها التي كان يتكئ عليها.
أبدل عكازته بهرواة هتلر.

---------------------------------
 
انتهاك..

 عندما سلموه جثماني ليرقمني ويبعث بي إلى العالم الآخر؛ أخذت يداه تعبث بكل محرماتي!...
لم يكن يعلم أن هناك من سبقه إليها.
--------------------------
بنصف قرش..
 
استفزها لتكشف عن ساقيها؛ أُصُمتّ الآذان قُطعتّ الأَيادي...
 ألبسوها ثوب العار.

---------------------------

غوغاء..
 
 حين تكلموا؛ هززنا رؤوسنا...
 إلا الاخرس :
 تنحى وحمد الله على إعاقته.
-----------------------

العنقاء..

بين كرٍ وفرٍ أنجبت عشرة...
عندما استأصلوا رحمها في الحادي عشر؛ جلست إلى جانب أختها هيروشيما.

/ سوريا