اخر الاخبار

آخر الأخبار

مراقب عن كثب.. كتب: سعد المشهداني بقلمه





حين شاطت يمينـــًا وعادت أدراجها وتلتها بيسرة ٍ تعلوهــا همة وطاقة متجددة وهـــي كعيون طائر الشاهين وهو في كبد السماء يرصد باحثا عن فريسة ٍ لينقض َعليها وهيهات منها النجاة إن لم يسعفها الحظ هذا إن كان وجد .

تفقدت كل شيء بدقة بالغة ذلك بعد أن أنهت تلميع بلاط المنزل الذي يُدهك بمختلف مساحيق التنظيف ليس أقل من مرتين في اليوم الواحد منذ أن أنجزه الأسطة أدريس قبل سبع ٍ من السنوات مضين وبعناية خاصة كونه صديق ٌمخلص بالأضافة لمهارته المعروفة في اختصاصه .

وبعــــد الانتهاء من جولة صباحية مركزة فــي الحمام (( الباث روم )) جلفــــا وفركــًـا حتى يستغيث ويصبح أكثر لمعانا وبريقا وأنظف من الذي يريد أستعماله وربما يصيبه الخجل أذا ما قارن وبصمت بين جسده ِ ولمعان الجدران ...

عادت الى المطبخ لتتفقد الصحون وجميع الأواني وتتأكد تماما من أنها على مايرام

حينها رفعت رأسها وهي تلبس نظارتها الطبية لترى إن كانت المروحة في أعلى سقف المطبخ قد عَلق َفيها شيئـــــــــا من الغبار أو من أثر الطبيــــخ شيئا فلم تجد ما يستدعــي جلب سلم الحديد الخاص لهكذا مهمات شاقة وصعبة .

حينها انطلقت لتقول بصوت يبدو قد أجهده ُالتعب أو ربما هو بحاجة الــــى قدح ٍ من الماء ليس باردا جــــدا فالوزتين لم تعد تتحمل المتجمد من السوائل .

الكثير من هـــذه التحف والنواعم لاداعي لعرضها على المنضدات وهذا السيف المعلق الذي ربما يسقط علــى رأس أحد أو ضيف ألا يقتله بربك ؟

ومن بقي يفكر بالسيف في يومنا هذا في ظل تلك المدافع والصواريخ وحتى تلكم الساعات الجدارية التي لاتعمل بشكل منتظــم إنها مجرد شكل وديكور ليس إلا واحدة تكفــــي جدا لو كانت دائرية الشكل وأرقامها واضحة وكبيرة في المرة القادمة أنا من سوف يختار واحدة لشرائها ولنتخلص من جميع تلك الساعات التي لافائدة من وجودها سوى أنها تحتاج للتنظيف كل يوم تقريبا .

ولم يعد بمقدوري ذلك فأنا لست من حديد الا ترى ؟

فليخسأ الحديد من فلز حقير ٍأن يتمكن من حمل كل تلك القدرة والاستعدادات فـــــي إعادة المنهج اليومي دون كلل أو ملل سوى في بعض الادعاء والتشكي ولهذه الفترة الزمنية التي جعلت من ذكرى الشباب ليس سوى شعر أسود يلمع وصور فوتوغرافية بكاميرات ولت وأكل عليها الزمان وشرب وتمضمض أيضا .

وهي تمر من أمام التلفاز قناة ( ام بي سي وان ) لاأدري اين ذهبت لا أكاد القاها هكذا قالت اتابع من خلالها مسلسل كويتي كأنها تقول أبحث عنها أو جد وسيلة لهذه المعضلة بشكل غير مباشر فالنكد الكويتـــي كما تعلمون هو قريب جدا الى النكد العراقـــي فــــي مشاكله الاجتماعية وليس الاقتصادية ولا غرابة في طابع حب الحزن لدى جميع العراقيين دون استثناء ثم عادت بعد قليل لتسأل عما سنأكـــل على الغذاء هذا اليوم وربما نحتاج للخبز فالصمون لايفي بالغرض مـع التشريب وهــي ملاحظة قد سجلت لدي وسيكون الخبز حاضرا ومتوفرا إن شاء الله أكيد مع اللبن والخضرة التي تذكرني وأنا أكلها وخاصة الريحان منها والكرفس بالخرفان وكيف هي قادرة على هضم السللوز بشكل طبيعـــــي .

هذا الانسان العجيب الذي يلعب دور المواشي عندما يأكل الأعشاب ويلعب دور الحيوانات المفترسة الضارية عندما لايفلت من فكيه حتى لحم البعير والثيران الهائجة ثم يلعب دور الطيور عندما يقتات حبوبها ليتفنن في طرق أكلها ثم يعود ليعلب دور رضعان الثديات من الأبقار وماشاكلها في شربه لحليبها الدسم لا بل ويُصَنع ُمنه ما لم تتذوقه صغار الحيوانات ذاتها من قيمر واجبان مختلفة الأنواع والمذاقات ثم يشارك الطيور في وسيلة تكاثرها مستوليـــًـا على بيوضها بشكل صارخ وجشع ومع كل هذا الجبروت الذي لم تسلم منه الأشجار بجميع أصنافها المثمرة وغير المثمرة أيضا بل وحتى الحشرات التي له معها قصص أخرى والعسل دليل كبير عندما يتم الاستيلاء على غذاء الملكة ليكون للانسان طعاما وشفاء وبعد هذا الأستعراض شبه البطولي لأطماع الانسان وتعدد ذوائقه الغذائية ومحاولاته في الاستيلاء على كل شيء في هذا الكون ماهو في داخل الأرض وماهو على سطحها ومن حتى الجبال وما تحتويه صخورها من النفائس وعلى ما في اعماق البحار ايضا وماتحتويه من درر وموارد سمكية هائلة والعجب أنك تجده بين أربعة جدران يلعب دور السجين بارادة الخوف لديه وتداعياتها خشية من فايرس ليس إلا وقد كثرت من حوله التكهنات والأقاويل والتحليلات لكنه قاتل وقد أربك جميع الستراتيجيات والخطط وجعل منا نراقب وعن كثب وبشكل فائق الدقة وجيد على ما يحدث من أمور منذ سنين وسنين في بيوتنــــا والتي كنا لاندري عنها شيئا كما هو علمنا الآن الذي أثار لدينا الاعجاب و الأحترام الكبير ونقبل على جبينه بصدق بالغ .

ليست هناك تعليقات

مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation