سقم الحياة.. كتبت: فاطمة بوكشودن بقلمها
نهوى الهروب من مدينة الواقع ونلجأ لنعيش في قرية حروفنا الوردية، وفي كوخ أحلامنا السرمدي حيث الطمأنينة والسلام..
مدينة واقعنا خوخاء وخالية من فواكه أمنياتنا، ووجوه همساتنا البريئة مجعدة تآكلت في زمن القحط والجفاف..
نُخيط ثوب آلامنا بماكنة الأمنيات ونسافر عبر الأحصنة البيضاء إلى جنة الحب ودار الوئام ، ونلعب في أرجوحة الخيال حتى التعب، ونغفو على صدر أوراقنا التي تحتوينا من كدر الدنيا، وفي الحقيقة ما زالت الأحصنة تقف على إسطبلات الإنتظار ..
لم نتذوق في واقعنا سكاكر الحلم ولم نقم حفلة نعانق فيها أحلامنا، فذهبنا لقراءة رواية جميلة تُسعد قلوبنا مؤقتاً وإن كانت حفلة البهجة انتهت في الساعة الثانية عشر ليلاً إلا أنها ضمدت جراحنا ورسمت على أطفال نبضاتنا سعادة وقتية..
قاسية هى الحياة وكرة شمس الواقع تتدحرج لتحرق أمنياتنا، فتشفق على حالنا غيوم الأمل لتطفئ هذا الحريق بأمطار المواساة..
وزوابع الظروف لا تعرف أبجدية الرحمة دمرت قرى أحلامنا وأصابتها بنزلة برد جمدت أنامل أقلامها، ولم يبقَ في علبة كبريت الأمل إلا عود ثقاب واحد ألا وهو الصبر، هو الملجأ الأخير من سقم الحياة..
هي كذلك فلابأس أن نطلق عنان أشرعة الطموح لتعلو بالأفق مداعبة رياح الأمل في سماء النجاح ولنحتفظ ونحافض على عود ثقابنا الأخير والوحيد حتى لا تطفئه عاصفة محتملة في رحلة الابحار ويجمدنا البرد وأهدافنا.
ردحذفمتألقة دائما وأبدا سيدتي الفاضلة ودمتي فخر الجهة الوادنونية🌹
"Mustapha moslim"