هيهات...أن يطيبَ تضوّعي.. كتبت: سميرة المرادني بقلمها

وَجَعٌ ويُتمٌ  بعدَ مَوتِك فارتَعي
في الخَافقَاتِ فَذَا سَريرُكِ مَضجَعي

في كلِّ ذِكرَى للرَّحيلِ مَوَاكِبٌ
تَغدُو وتأفُلُ والحَنينُ مُلوِّعِي

مُتِّعتُ في عَهدِ الطّفُولةِ والصّبَا
والرُّوحُ من فُرقَى لها في الّلاوَعي

والصُّبحُ إذ يَأتي فصُوتُ صَلاتِها
في مُحكَمِ الآيَاتِ يُلهبُ مَسمَعي

بضَفيرَتي السّودَاءِ أفتحُ " مَشهدَا"
أتنَفّسُ الصُّعداءَ من ذَا المَنبعِ

 أُنسيّةٌ كانَت أنيسَ موَاجِعي
عُلويّةٌ في طُهرِها لم أسمَعِ

حُضنُ السَّكينةِ مُوحشٌ لايَرتضِي
بعدَ الفِراقِ بأنْ يُدَاني مَخدَعي

كانَ النَّعيمُ مجسّما غيرَ الّذي
نسَخُوه في كُتبِ الخَيالِ الأروَعِ

أمَاه !! يا ضَوعَ الحياةِ و سِرَّها
هَيهَاتَ بعدَكِ أن يَطيبَ تضوُّعِي

بَرقَعتُ شَجوي واتّشَحتُ مسَرَّةً
فتمرَّدَت من زِيفِ ذَاكَ البُرقُعِ

هَل ضَاقَ صَبري أم لقَلبي مَوعدٌ
أنّى الخَوافقُ  لاتَفيقُ ولاتَعِي!!

ربّي " الإلهُ " ودُونَ كلّ خَلَائقٍ
أولاكِ حُسنَ منَازلٍ وتَرفُّعِ

حُبُّ البَقاءِ ترنَّحَت أركَانُه
صِفْ لي حَياةً في المَوَاتِ البلقَعِ

وتوجَّعَت تلكَ المشَاعرُ بعدَما
أضحَيتُ فَردَا لا أبَالي مَنْ مَعي

لو كَانَ قَلبي رَاكعَا غيرَ الّذي
خَلقَ السَّماءَ لكُنتِ أنتِ ترَكُّعي

سَأقَايضُ الأقدَارَ كُلَّ دقَائقي
لتعُودَ يومَا كي تُجففَ أدمعي

وسَأكتُبُ التّقويمَ بعدَ رَحيلٍها
في سِفرِ شُؤمٍ أو سُطُورِ تفجُّعِ


رحمك الله أمي وأسكنك فسيح جنته..