اخر الاخبار

آخر الأخبار

عبرة.. كتب: أ. سعد المشهداني بقلمه


 

يقال إن حمد وهو ذلك الشاب الريفي المعتز بنفسه المعدل والنشمي واخو خيته كما يقولون قد أحب  فتاة من قريته جميلة  فوقع في شباكها وصار لايرى سواهـــــــا معشوقة له إذا ذُكرَ أسمها ارتجفت فرائضه وإذا صدت عنه فما لحياته حينذٍ معنى  وليله الشتائي الطويل يصبح نهارا عليه وإذا ما أقبلت وجد خطاه راكضة تهلث إليها دون وعي منه أو إدراك ٍفهو العاشق المتيــــــــم  الولهان كما يحكى ولاسواه من يمكنه أن يتزوج بها هذا كان قسمه الغليظ بين أعمامه وأهله وأقاربه ذلك حينما  رفض والدهــــــــــــــــــــــا خطبته لها وتلكم والله عند حمد  الشهم مصيبة كبرى ونكسة لاتضاهيها نكسة  المهم تذهب الأيام وحمد لايزال يتنفس عشق محبوبته وهو مصر على الزواج منها ولو كلف ذلك حياته وبعد حين وحناحين كما يقول العراقيون تمكن من قرأءة سورة الفاتحة ومن معه كانوا حاضرين وأعلن أيجاب القبول بالزواج عندما سأله ُرجــــــــــــــــــل ُالدين هـــــل ْقبلت َالزواج من فلانة بنت فلان فكانت ليلة عرس ٍلاتوصف فيها الرقص والمرح والبهجة وكرم الضيافة ونشوة  الاحتفال وفــــــــي الريف الموضوع يختلف تماما عنه في  المدينة ِفاالطلق والعيارات  النارية بكافة أنواع الاسلحة  الخفيفة والمتوسطة والذبائـــــــح والطبخ والنفخ من مقومات الأحتفال الرئيسية وهي بدءت منذ اكثر من عشرة أيام ولحين ساعة الصفر ولحظة الزفاف الكبرى  المهم تم الامر بخير  والتبريكات تنهال عليهم من كل المعارف والاحباب وهم يعلمون جيدا مدى كفاح حمد واصراره وصبره الكبير في الحصول على مناه وغايته و بعد  ان تم الأحتفال   بيوم السبعة والذي تقيمه النساء  حصريا بعد الزفاف بسبعة أيام  والتي تتلوهـــــــا وولائم طعام  معتبرة يعدونها أهل العروسة يدعون بها العريس وعائلته لتزداد أواشـــــــــــــــــج المعرفة والعلاقة الطيبة  وآخرى يقوم بها أهل العريس وهي بالتأكيد معتبرة أيضا وكيف لا وحمد هو من يدير كافة التفاصيل والعزوبية الزينة أنتهــــــــــــــــــــى كل شيء  على أكمل وجه وبدءت الحياة الفعلية وبدء  معترك الحياة  للزوجين السعيدين وقد رزقهم الله بعد أشهر معدودة بمولود ذكر أسماهما فهد  فحمد قد أختار المسمى وهو حريص علــــــــــــــــــى أن يجعل من ولده فهد حقيقي فيه صفاة الرجولة والشهامة وغيرهـــــــــــــــــــــا وبعد ولادة  فهد تتالت الأم تنجب البنات والذكور وهاهـــــــــــــم قد بلغو ا الستة أولاد بين ذكر وأنثى  وحمد ينضال في تربيتهم بعمل دؤوب وكذلك زوجته إلتي  أنهكها العمل وتربية الأطفال  فــــــي الريف ليس كمثلُها تربيتهم في المدينة ِ فمنزل ُالمدينة ِوإدارته ليس كما هو منزل ُالريف وأدارته شتان بينهما فالريف هنالك مع كل ذلك التعب  والجهد المنزلــــــــــي الشاق هنالك العمل بالحقل وكذلك الأهتمام بالمواشي والحيوانات الأليفة الأخرى مثل الدجاج والبط وكذلك هنالك خدمة الضيوف التي لاتكاد تنقطع يوما واحدا فحمد رجل له مضيفه وله من الكرم ما ذاع صيته وكذلك كـــــــــا ن اباه يفعل فقد كانوا ((حموله ودكاكين كهوه وأهل حظ وبخت )) والحمولة تعني العائلة النبيلة
حمد هنا وبعد مرور عقدين  ونيف من الأعوام وقد توسط عمره وها هو قد تجاوز الخمسون  عامــــــــــــــــــــــــا  والكهولة بات على جبهته واضحة تتكلم  وكما أن شعر رأسه اخذ بالمشيب وشيء ليس قليل من شاربه ولحيته وكذلك  قد أصابها ما اصابه  حبيبته ومنى قلبه وعشق صباه   وهو يراهــــــا قد أخذ الجهد منها مأخذا ونال من  طراوتها وأثر في حُسن ِجمالها وراشقة منظرهــــــا  لكنه كان له في ولده  فلذة كبده فهد وباقي اولاده الأخرين  أمل  وموعد هو ينتظره  أن يتحقق  على مضض وعلى أحر من الجمر وكما ينتظر الصائــــــم ُصوت المؤذن في نهار قائض  صيفي لايرحم لكن الأمل شيء والواقع شيئا أخر حيث تبين أن فهدا  هذا  فهد الأسم فقط وليس فهد الفعال والخصال وماكان يتوقعه أباه بات كمن ينفـــــخ ُفي خرج ٍمثقوب ويبدو إن حسابات البيدر ليس هي حسابات الحقل هـــــــا هي الزوجة المنهكة تشكو ولدهــــا فهدا لزوجها قائلة أن فهد لايبالي لها وإن نادت عليه ولايهمه ما في المنزل وما في الحقل سوى طعامه ومايشتهي منه ومن انواعه إلتي يطلبها كل يوم دون أن يكترث لشيء ٍ علـــــــــــــــى  الإطلاق حيث تقول اليوم صباحا فهدا لايزال نائـــــــــــــــــــــــم في سريره في  ((الدير )) والدير هو  باحة الدار الريفي والتي تطل عليها باقي غرف الدار   حيث تنـــــادي فهد فهد أنهض بني هــــــا هي الشمس تتوسط السماء ولم يتبقى من النهار شيئا  وفهد يرفض حتى الأجابة فهد فهد أنهض لترعى قليلا في الأغنام تساعد أخاك فقد ذهب مبكرا جدا المسكين الصغير وفهد محال إن يجيب فهد فهد أنهض ياولد لتساعدنا في بعض شؤون الحقل فوالدك ليس معه من يساعده هناك وإن صحته ليست على مايرام وفهد كإنه قد فارق الحياة حيث قطع حتى شخيره واخيرا عرفت الأم نقطة ضعفه الوحيدة فقالت فهد فهد أنهض لتتناول فطورك اللذيذ فإذا به تنبعث فيه الحياة ويتململ ويقول ياهمة الله وينهض باحثــــــــا عن صينية الفطور بشغف ليأكل بشهية عجيبة وكإنه لم يأكل منذ أيام ٍ مضت هذا هو فهد وهذه هـــــــي ثمرة ُالحب والكفاح والصبر والجهد والطرمب والرمب كما يقول المثل العراقي الشعبي حيث يقول حمد معبرا عن حالة ولده لو مخلف عدل  مال تبن ولامخلف فهد وياريت ما سميته فهد كان المفروض اسميه تنبل والتنبل هو الكسول جــــــداورحم الله من قال النار تخلف رماد

ليست هناك تعليقات

مرحبا بكم في الموقع الإعلامي للمنتدى الثقافي الدولي شكرا لتواصلكم معنا ولمشاركتكم الفاعلة
Welcome to the media site of the International Cultural Forum. Thank you for contacting us and for your active participation